الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

أدونيس

















صوتٌ تجوّل بين أرواح الزمان
عبقٌ توّرد في المكان
مزجَ الحقيقة والسلام
سارت عليه قوافلٌ
نهشته أنيابٌ من الكلمات
فنما سريعاً تحت زيتونة
لهب من الوجدان غيّره
احترقت معالمه فغيرها
تفجرّت عينيه ينبوعاً
تفجرّت شفتيه أكواناً
دخلت بقلب الكون الواناً
فتباعدت في عمقه الأبعاد
صرحٌ من الأفكار دارت
تفرعت لغةٌ من اللغة
طافت بين أجنحة الحمام
رسائل لا ترى العنوان غايتها
توسعت أرض القبول بذورها
توسدت أحلام عصر الفقر
في زمن الهدوء
توقدت أحلامها سهراً
عبيراً جارياً نحوى الحقول
لون عينيه الوصول
لمباهج التشويق في أحلامنا
سلاماً كائناً في الكائنات
**********

هروب









سفرٌ يضيع في متاهاتي
تُغلف الأنوارأحلامي
تغرس في صفاء اللون أقلامي
توزع ريح أصقاعي
يعود الشوق من هربي
يرى شمسي مع الأكوان
يغيب اليوم عمقاً في هوى نفسي
شوقٌ إلى لغة الجمال يهزني صبراً
يقاتل البسمات أو يرحل
لغة التخاطب غاب الحب من دمها
لا لون في الصدق ولا الإخلاص
نشأت لتصنع لونها برقاً
حباً واعياً زمن الكلام
صورٌ تتالت تجرح الآمال
تنهب الأيام أمواتاً
مطروحة بين الهموم
ورمى الزمان عليها بؤساً
تراخى كلّ ما حولي من الإهمال
تدافعت كلّ العقول لكي ترى
أفكار عصر الكون في زمن الجمود
لو كنت اعرف أن الأرض قد رحلت
لجمعت أوراقي
وأهرب مع هروبي
**********

رسالة








طافت على جسدي رسالة
دارت بين ذاكرتي وغاياتي
ستائر عالمي انكشفت
غيَّرت التساؤل في الطريق
وقفت مبتعداً أراقبها
أتابع الأشواق في سفري
صمت من المجهول يتبعتي
يلاحق خط أصواتي
يخبئ الأفكار في جسدي
دفاتره تعيش بدرج أيامي
يغيب من طريقي الموت
يقهرني
أفتح طاقتي شعراً
أرى نوراً
يهرب من أمامي النور
يصرعني
أرى بشراً
أرى حجراً
أجاري الموج في لغة الزمان
لأعود منقلباً إلى زمني
أقفل باب ذاكرتي
وأرسلها إلى كفني
وموتي كي أصاحبه
عليه أن يكون معي لأدفعه
فيستلقي على أفواه من باعوا الضمير
غيّروا حبنا صخباً
عاشوا على الضجيج
حياة البرد في جسد الصقيع
**********

دعيني كي ألاقيك

















دعيني كي ألاقيك
أنشر جوهري فيك
دعيني كي أرى الأحلام
حقائق كلها تجري
كما نهوى كما نرغب
نظاماً من حقول المجد والرغبة
نعانق زهرة الوادي
نمشي مع حقول الظل
مع الأنهار والأمواج والأقمار
مع الطفل المدلل كي يرى وطناً
مع صفحات دفتره
ربوع المجد للإنسان
ليحيا نجمك الفضي
برقة طيفك المسحور
دعيني كي أكلمك كأنثى كلما كبرت
يزيد الورد في دمها
تفتح كلّ يوم باب منزلها
تجمع من حقول النور
أفكاراً أعانقها
دعيني كي أناديك
دعيني كي أرى ذاتي
تولّد نفسها فيك
دعيني كي أرى الأقمار
تلاطفك تداريك
فلا عمر له معنى
غريباً عن معانيك
***********

كلمات بلا سكن
























تشرد الحرف مرتجفاً
يحتضن التراب
تحركه رمال الريح أسراراً
على طبق المكان
يدخن الغليون
يستلقي على وجه الذئاب
يعيش بصبره فزعاً
متجسداً روح الكلام
يراقب من رفوف النور
صور الحروب رسوم ذاكرة الزمان
أحداث تاريخٍ على ظهر حصان
يغادر من ثقوب الوجه
نهرٌ بمجرى من سطور
كفّاه ممتلئان صمغاً
كلماته غابت وينشرها الخراب
خرجت من بين أشكال الصور
تعانق بعدها الغافي على جلد كتاب
لغةٌ ... لغاتٌ في مسار الأرض
امتزجت بظل القمح والأشجار
تعكسها مرايا الضوء
عن سطح الهموم
حطام أجسادٍ تجوب مع البلايا
تكدست جملٌ من الموتى
سجنت قوالب من ورق
وضعوها في قصر بأسوار حديقة
رؤوسها نحتت تماثيل حجر
لبست نضال الحب
مكرٌ في الخيال
فتصدرت وجه الحياة
معارض الكتب القديمة
خطب الرنين مع السعال
عليها أوسمة الجمال
خطوات فن قادم
من حبر فنّان يلوّن بالعذاب
يعيش بجوفه بركان
يقذفه بصوت الرعد
ضمن رحم الموت والباقي عذاب
يفجر الصخب العظيم
يدك بالقول القلاع
يمسح من أديم الأرض
يوم زلزال تكوّن بالنفوس
أصوات التخفي بالظلام
يلون الأجواء بالكذب الجميل
ينظر في دماء الحرب
مناظر بالخلف تظهر بالعقول
تجول بالمنفى لأزمان الخلود
لتعود في نظر العيون
كما يكون الناس أحراراً
والعمق يستره السكون
**********